رحلة الفراشة (بالفصحى) {عن احداث واقعية}

سمعت عماتها تتهامس
يقال أن السارق يتظاهر بالبحث عما سرق ليبعد الشكوك عنه! 
رغبت مرح وبشدة أن تصرخ في وجوههم أن تخبرهم بأنها ضاقت ذرعا من الحياة معهم كما أنها لم تنم تلك الليلة تبكي خوفا أن يأتي عمها مصطفى  في ذلك الوقت المتأخر
وحين إلتقينا في اليوم التالي كان وجهها مصفرا وعيناها منتفختان من البكاء أخبرتني بما حدث
إستمعت لها وأصابني صمت تام وكأنني تحولت لشخص أبكم تكدس الكلام على لسانه ولم يخرج من كثرة الحزن والڠضب والعجز
أتمنى قتل نفسي وينتهي من هذه الحياة! 
قالت من كثر القهر الذي أحست به فخفت لأجلها وقلت
ما هذا الكلام كفي عن التحدث عن المۏت 
لماذا المۏت حق وسيصيبنا يوما ما فما الفرق إن مت الآن أو مستقبلا 
أحسست بوحدتها وحزنها فوضعت يدي اليمنى على كتفها واحتضنتها قائلة
لا تزال الحياة جميلة وهي في انتظارك سينتهي كل هذا وسيجدون سوار جدتك كل ما عليك هو أن تتناسي الأمر 
استمعت لي ولم تعقب على كلامي فاطمأننت لذلك وأحسست باقتناعها بما قلته لها فغيرت مجرى الحديث وأخبرتها كم أنا قلقة على والدي خاصة بعد أن قرر الأطباء بتر ساقه جراء مرض السكري.
قضينا ما تبقى من دوام المدرسة معا في ذلك اليوم لأن اليوم الذي تلاه كان عطلة رسمية حاولت كلتانا نسيان ألمها ولو للحظات
مرح بقربي تحتضنني وتضغط على يدي بين الحين والآخر وترمقني بنظراتها العميقة والتي لم أفهمها حينها وحين حان وقت عودتنا لمنازلنا دعوتها لزيارتي
كم أتمنى أن تقومي بزيارتي بعد أن تجرى العملية لأبي 
فأمسكت بيدي بقوة قائلة وكأنها تنصحني
إن لم أتمكن من المجيء أريد منك أن تكوني قوية أمام أفراد عائلتك وأن تنتبهي لنفسك 
فلففت يدي حولها وعانقتها بكل حب وشكرتها وحمدت الله على صداقتها التي رزقني إياها
اليوم التالي ذهبت لزيارة أبي في المستشفى بعد إجراء العملية له كان يوما قاسېا جدا ورغم بكائي الشديد على حاله إلا أنني حاولت الحفاظ على قوتي كما أوصتني مرح.
الأيام التي تلت ذلك شهدت غيابي عن المدرسة بسبب الزيارات الكثيفة التي أهلت علينا من قبل العائلة والجيران وبالصدفة كانت مرح متغيبة أيضا لحدوث أمور سيئة معها ولم أكن أعلم حينها
 ليتها قامت الإتصال بي وإخباري بنفسها بما حدث لها!
وفي اليوم التالي والذي كان يوم جمعة وبينما كنت في بيتنا أقوم بضيافة أناس قدموا من أجل والدي جاء إتصال لوالدتي التي أصبحت نظراتها لي مريبة لم أستطع سؤالها عن الأمر حينها
وبعد أن توجهت لغرفتي لحقت بي مع إحدى أخواتي وقالت في هدوء غريب
هيا تجهزي للذهاب أنت و أختك .
مما أثار استغرابي وإلقت عيناي بعيني أختي التي أخفت دموعها عني فقلت
لم إلى أين 
وشعرت بضيق غريب في صدري لم أستطع تفسيره بسبب الحزن الظاهر على وجههما فأجابتني أمي بتكلف
ألم تسمعي أن جدة مرح قد ټوفيت 
وضعت يدي على صدري في شفقة
رحمها الله 
ثم أضفت لا بأس سنذهب في الغد 
لتقول أمي بإصرار
لا بل يجب عليك الذهاب الآن لحضور جنازتها 
ففعلت وذهبت برفقة أختي وكم كانت الطريق طويلة في ذلك اليوم وقلبي ينبض بقوة كما سكنه خوف غريب أزعجني
وبينما أنا