رحلة الفراشة (بالفصحى) {عن احداث واقعية}

كذلك رن هاتفي الجوال فأجبت ليأتي صوت إحدى صديقاتي تبكي وبشدة
شيماء! لقد ماټت مرح!! 
لا أنت مخطئة! جدتها هي التي ماټت! 
3
فقالت وزاد حزنها
ليتني كنت مخطئة يا شيماء!! 
صوت بكائها والضجة الصادرة بقربها أدخلتني في دوامة من الشك وبدأت أفكار الرافضة للواقع تنهال في عقلي المچنون الذي بدأ في التحليل في ارتباك...
هل هذا يعني أنني لن أجد مرح في استقبالي اليوم ...هذا مستحيل يبدو أن صديقتي تلك خلطت الأمور على نفسها وعلي ... ألم تكن جدة مرح مريضة منذ زمن ... أليس من المنطقي أن ټموت هي 
وصلت لمنزل مرح وليتني لم أصل! ليت الطريق طالت إلى الأبد ولم أعرف ما أعرفه الآن!
صوت عويل النساء المرتفع والمناداة باسم مرح بين البكاء وطلب الرحمة لها أخل بتوازني فلا أذكر كيف دخلت لمنزلها ولا أذكر صديقاتي وبكائهن ولا أذكر أين هي أختي حتى!
كل ما رأيته حينها كان سوادا غبت عن الوعي فور إدراكي أنها رحلت عن هذه الدنيا ولن تعود ثم استفقت في غرفتها بعد دقائق معتقدة أن ما رأيته مجرد حلم ولكن بعد رأيت وجوه العابسين أمامي أدكت أن كابوسا قد تحقق
مرح صديقتي وأختي قلبي وعيني قد ماټت ولن أراها مجددا! شعرت بلهيب أحرق وجداني فوضعت يدي على صدري في محاولة لشقه وإخراج قلبي منه لأرميه بعيدا عني
أريد المۏت أيضا!! 
كانت أول ما قلت ثم فصړخت أناديها
مرح!!! 
ولكنها لم تجبني!
لماذا
هل هي غاضبة مني أقسم أن أراضيها بكل ما ترغب!
أقسم أن أرمي قلبي وأسكنها بين ضلوعي!
سأرفع عنها كل يد آذتها وسأقطع كل لسان قال كلمة آلمتها!
فقط أخبروها أن تعود إلي!
وتفاقم حزني عندما عرفت طريقة مۏتها فكل اعتقادي انها مرضت ولكن لا! حبيبتي مرح لم تتحمل أن تعيش يوما آخر مع هؤلاء الوحوش أسكنوها منزلهم فقررت إنهاء حياتها بنفسها وان تضع حد لعڈابها بعد عصر يوم الجمعة.
بعد أن ضربها أعمامها أخبروني أنها لم تقم بأي رد فعل يذكر كعادتها فقد اعتادت أن تحبس نفسها في غرفتها بعد يقوم أحد بإزعاجها أو أذيتها
ولكنها في ذلك اليوم بدت متجاهلة لما حدث لها وقامت بتنظيف المنزل وغسل الصحون دون أن تنطق بحرف
قيل أيضا أنها ظلت تنظر لوجوه أفراد عائلتها بينما تضع يدها على خدها كأنها نظرات وداع.
الله وحده يعلم كم فكرة سيئة مرت ببالها في ذلك اليوم كم وحيدة رغم كل أولئك الأشخاص الذين ملئوا حياتها
وبعد آذان العصر صلت ركعاتها المفروضة ودعت الله في تأمل ثم توجهت إلى سطح المنزل حيث جهزت الحبل ولفت به رقبتها خمس مرات بإحكام حتى لا يخلصها أحد من قرارها وأملها الأخير.
لقد كانت يائسة إلى هذا الحد ووحيدة وحزينة إلى حد كبير حتى لا تعود لهذه الحياة لا تريد حتى أن يقوم أحد بإنقذها وإشعارها بالشفقة
أكثر ما آلمني في ذلك أن أحد لم يفقد حضورها معهم ولم يلفت انتباههم غيابها بينهم بل و يالا الأسف أخبرهم الجيران أنهم رأوها تقدم على الاڼتحار من سطح منزلهم وحين أقبلت عمتها لتخليصها وجدتها مېتة!
كل فتاة بيننا مرت بعترات في حياتها ورغم ذلك يلازمنا ذلك الأمل الخفي الكاذب الذي يقول لنا بقلب جريح
قد يأتي أحد لمواساتنا
قد يلاحظون غيابنا
قد تمسكنا يد ما قبل سقوطنا في الهاوية 
يا ترى كم أمنية كانت في قلبها في تلك اللحظة وكم حلما ټحطم
كم من الأشخاص تذكرت حين ربطها لذلك الحبل حول رقبتها
أمها سامي
 أنا أعمامها جدتها
لدي سؤال واحد لهم جميعا وهو
لماذا
لماذا تخليتم عنها بهذه السهولة
كيف ففعلتم ذلك
أما ما سأقوله فحسبي الله ونعم الوكيل
وأما دعائي لها بالرحمة والمغفرة
يا رب يا رحيم يا عفو يا كريم لا تخرجها من رحمتك فهي أمتك الفقيرة
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فٱعفو عنها.
النهاية
ادعولها بالرحمة